أمّا الآية التّالية فتضيف قائلة: ( فتعالى الله الملك الحقّ ) ومن المحتمل أن يكون ذكر كلمة «الحقّ » بعد كلمة «المَلِك » ،هو أنّ الناس ينظرون إلى الملك بمنظار سيء وتتداعى في أذهانهم صور الظلم والطغيان والجور والاستعلاء والتجبّر التي تكون في الملوك غالباً ،ولذا فإنّ الآية تصف الله الملك سبحانه مباشرةً ب «الحقّ » .
وبما أنّ النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يعجّل في إبلاغ الوحي وما ينزل به من القرآن لاهتمامه به وتعشّقه أن يحفظه المسلمون ويستظهروه ،ولم يتمهّل أن يتمّ جبرئيل ما يلقيه عليه من الوحي فيبلغه عنه ،فإنّ الآية محلّ البحث تذكّره بأنّ يتمهّل فتقول: ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يُقضى إليك وحيه وقل ربّي زدني علماً ) .
ويستشفّ من بعض آيات القرآن الاُخرى أنّ النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كانت تنتابه حالة نفسيّة خاصّة من الشوق عند نزول الوحي ،فكانت سبباً في تعجّله كما في قوله تعالى: ( لا تحرّك به لسانك لتعجل به إنّ علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه ){[2469]} .
/خ114