قل يا محمد ،إن كنتم صادقين في دعواكم أنكم تحبون الله وتريدون أن يحبّكم الله ،فاتبعوني فيما آمركم به وأنهاكم عنه ،لأن كل ذلك من عند الله .إنْ فعلتم ذلك أحبكم الله وأثابكم بالتجاوز عن خطاياكم ،وهو كثير الغفران والرحمة لعباده .
لكن حب الله ليس دعوى باللسان ولا هياماً بالوجدان ،بل هو اتباع لرسول الله وعملٌ بشريعة الله التي أتى بها نبيه الكريم .إن العمل هو الشاهد والأساس ،أما القول وحده فلفظ يصّرفه اللسان كيف شاء ،وقد يخدع به الناسَ ،لكنه لن يخدع به الله فقد وسع علمُه كل شيء .
قال ابن كثير: «هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية .فإنه كاذب في نفس الأمر حتى يتّبع الشرع المحمدي في جميع أقواله وأعماله » .