المحصنات: العفيفات ،والمراد الحرائر المتزوجات .
ما ملكت أيمانكم: ما سبيتموهن في الحروب .
ما وراء ذلك:ما سوى ذلك .
محصنين: عفيفين .
غير مسافحين: المسافحة هي الزنى .
وبالإضافة إلى ما سبق حُرم عليكم نكاح المتزوجات عامة إلا مَن سَبيتم وملكتم منهم في حرب بينكم وبين الكفار .إن عقد زواجهن السابق ينفسخ بالسبي فيصِرن حلالاً لكم بعد استبراء أرحامهن ،هذا ما كتب عليكم تحريمه فرضاً مؤكداً من عند الله .
وأحلّ الله لكم ما وراء ذلك من النساء ،تتزوجون بأموالكم منهن من تشاؤون ،محصِنين أنفسكم ،بعيدين عن الزنا والمخادعة .وأيّ امرأة من النساء اللاتي أُحللن لكم فاستمتعتم بالزواج منها ،فأعطوها مهرها الذي اتفقتم عليه عند العقد .ذلك فريضة من الله فرضها عليكم لا تسامح فيها ؟.بيد أنه لا حرج عليكم فيما إذا تراضيتم على النقص في المهر بعد تقديره ،أو تركه كله ،أو الزيادة فيه .
إن ذلك عائد للزوجين إذا ما تفاهما وعاشا في مودة و طمأنينة .وهذا ما يبغيه الشارع الحكيم .
وقد تمسّك الشيعة الإمامية بقوله تعالى{فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} وقالوا أن المراد بذلك هو المتعة ،وهي الزواج المؤقت .كما قالوا: إن هذا دليل واضح .ولا تزال المتعة قائمة عندهم ،معمولاً بها .يقول الطَّبَرْسي ،وهو من كبار علماء الشيعة الإمامية في تفسيره «مجمع البيان » عند هذه الآية: «قيل المرادُ به نكاح المتعة ،وهو النكاح المنعقد بمهر معين إلى أجل معلوم ،عن ابن عباس والسدّي وجماعة من التابعين ،وهو مذهب أصحابنا الإمامية الخ » ،وكذلك يقول شيخ الطائفة العلاّمة أبو جعفر محمد بن الحسن الطُّوسي في تفسيره «التبيان » .
ويقول ابن رشد في «بداية المجتهد »: «وأما نكاح المتعة فإنه تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحريمه ،إلا أنها اختلفت في الوقت الذي وقع فيه التحريم ...وأكثرُ الصحابة وجميع فقهاء الأمصار على تحريمها ،واشتهر عن ابن عباس تحليلها ،وروَوا أنه كان يحتج لذلك بقوله تعالى{فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ...} الآية وفي قراءة عنه{فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ...} الخ .
وهذا الذي روي عن ابن عباس ،رواه عنه ابن جريج وعمرو بن دينار .
وعن عطاء ،قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: تمتعنا على عهد رسول الله وأبي بكر ونصفٍ من خلافة عمر ثم نهى عنها عمرُ الناسَ » .
قراءات:
قرأ الكسائي: «المحصنات » بكسر الصاد في جميع القرآن ،بمعنى أحصنّ فروجهن .وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم «وأُحِلّ لكم » بضم الهمزة وكسر الحاء كما هو في المصحف هنا ،والباقون قرأوا «وأحل لكم » بفتح الهمزة والحاء .