قل لهم أيها الرسول: إني لا أملِك لنفسي جَلْب نفعٍ ولا دفع ضرر إلا ما شاء الله أن يقدِّرني عليه .ولو كنت أعلم الغيبَ كما تظنون ،لاستكثرت من كلّ خير ،ولدفعتُ عن نفسي كل سوء .لكن الحقّ أني لست إلا نذيراً للناس أجمعين ،فالذين يؤمنون ينتفعون بما جئت به ،ويذعنون للحق .
فالرسول عليه الصلاة والسلام كغيره من الرسل ،بشر لا يدّعي الغيب ،بل إنه مأمور أن يَكِلَ الغيب إلى الله ،فذلك من خصائص الألوهية ،أما الرسل فهم عباد مكرّمون لا يشاركون الله في صفاته ولا أفعاله ،وإنما اصطفاهم لتبليغ رسالته لعباده ،وجَعَلَهم قدوةً صالحة للناس في العمل لما جاؤوا به من هدى وفضيلة .