البنان: مفردها بنانة وهي أطراف الأصابع .
بلى نحن قادرون على ذلك وعلى أعظمَ منه ،فنحن قادرون على أن نسوي بنانه على صغرها ولطافتها ،وضم بعضها إلى بعض ،فكيف بكبار العظام !إن من يقدر على جمع العظام الصغار فهو على غيرها من الكبار أقدَر .
واعلم أن عظام اليدين ثلاثون ،وعظام أصابع الرجلين ثمانية وعشرون ،فيكون مجموعهما ثمانية وخمسين ،وهذه عظام دقيقة وضعت لمنافع لولاها ما تمت تلك المنافع كالقبض والبسط واستعمال اليدين في الجذب والدفع وغير ذلك مما لا يحصى .فلولا دقة هذه العظام وحسن تركيبها ما انتظمت الأعمال المترتبة على اليدين .وكذلك الفقرات ،تعدّدت ولم تجعل عظمة واحدة ،لأنها لو جُعلت واحدة لعاقت حركة الإنسان .وقد جُعلت فقراتٍ متتالية ليمكنه الحركة والسكون ،ويكون ذلك سهلا عليه أينما كان ،فلولا الفقرات وتفصيلها لم يقدر الإنسان على الانحناء للأعمال والحركات المختلفة ،بل يكون منتصبا كالخشبة .ومجموع العظام في جسم الإنسان مئتان وثمانية وأربعون قطعة ،{فَتَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الخالقين} [ المؤمنون: 14] .