قوله تعالى:{بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّىَ بَنَانَهُ} .
كل المفسرين على أن المعنى نجعل بنانه متساوية ملتحمة كخف البعير ،أي لا يستطيع أن يتناول بها شيئاً ولا يحسن بها عملاً .
وهذا في الواقع لم نفهم له وجهاً مع السياق ،فهو وإن كان دالاً على قدرة الله وعجز العبد .ولكن السياق في إنكار البعث واستبعاده ومجيء نظير ذلك في سورة يس ،يرشد إلى أن سبحانه قادر بعد موت العبد وتلاشيه في التراب وتحول عظامه رميماً ،فهو قادر على أن يعيده تماماً ،كما أنشأه أول مرة ،ومن ضمن تلك الإعادة أن يسوي بنانه ،أي يعدلها وينشؤها كما كانت أول مرة ،والعلم عند الله تعالى .
ويرشد له قوله تعالى:{وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [ يس: 79] ،ومن الخلق ما كان عليه خلق ،خلق هذا الإنسان المكذب المعترض ،فهو سبحانه يعيده على ما كان عليه تماماً ،وهذا أبلغ في القدرة وأبلغ في الإلزام يوم القيامة .والعلم عند الله .