هذا هو النداء السادس: يؤكد ما تضمّنته النداءات السابقة من مبادئ وأُسسٍ ضرورية للحصول على النصر ،وفيه يأمر الله المؤمنين بالتزام الفضائل والأخلاق التي لا بد من التحلي بها ساعةَ اللقاء في الحرب .
وأوّلها الثباتُ أمام الأعداء ،ثم ذِكر الله بالقلب واللسان ،واستحضارُ عظمة الله ثم طاعةُ الله والرسول ،فكلّ مخالفةٍ تؤخر النصر ،وتفتح ثغرة للعدوّ .ثم يؤكد ذلك كله بتحذير يسد به نافذةً خطِرة يهبُّ منها الشر والفساد ،هي نافذة التنازع والاختلاف فيما بينهم ،مما يؤدي إلى الفشل وذهاب القوة ،هذه قاعدة مطّردة من قواعد الاجتماع ،وسنّة ثابتة من سنن الله .وهذا ما هو حاصل في مجتمعنا العربي ،وهو داؤنا الّذي يفتّت قوانا ويجعل العدو يعيش ويتوسّع .
يا أيها الّذين آمنوا إذا لقيتم فئةً من أعدائكم فاثبُتوا ،وأكثِروا من ذِكر الله مستحضِرين عظمته وحسن وعده بنصركم .إن الثباتَ وذِكر الله هما وسيلتان من وسائل الفوز والنصر .