/م45
وبصورة عاملة فإنّ في الآيات محل البحث ستة أوامر للمسلمين هي:
1أنّها تقول أوّلا: ( يا أيّها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا ) أي أن إحدى علائم الإِيمان هي ثبات القدم في جميع الأحوال ،وخاصّة في مواجهة الأعداء .
2( واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ) .
ولا ريب أنّ المراد من ذكر الله هنا ليس هو الذكر اللفظي فحسب ،بل حضور القلب ،وذكر عِلمه تعالى وقدرته غير المحدودة ورحمته الواسعة ،فهذا التوجه إِلى الله يقوّي من عزيمة الجنود المجاهدين ،ويُشعر الجندي بأنّ سنداً قويّاً لا تستطيع أية قدرة في الوجود أن تتغلب عليه يدعمهُ في ساحة القتال .وإذا قُتل فسينال السعادة الكبرى ويبلغ الشهادة العظمى ،وجوار رحمة الله ،فذكر الله يبعث على الاطمئنان والقوّة والقدرة والثبات في نفسه .
بالإِضافة إِلى ذلك ،فذكر الله وحبّه يخرجان حبّ الزوجة والمال ،والأولاد من قلبه ،فإنّ التوجه إِلى الله يزيل من القلب كل ما يضعفه ويزلزله ،كما يقول الإِمام علي بن الحسين زين العابدين( عليه السلام ) في دعائه المعروففي الصحيفة السجاديةبدعاء أهل الثغور: «وأنسهم عند لقائهم العدوّ ذكر دنياهم الخدّاعة ،وامحُ عن قلوبهم خطرات المال الفتون ،واجعل الجنّة نصبَ أعينهم » .