هو الله الذي كَفَل إتمامَ نوره بإرسال رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالحجج البينّات ،ودينِ الإسلام ليُعليَ هذا الدينَ ويرفع شأنه على جميع الأديان ولو كره ذلك المشركون .ولقد تحقَّقَ هذا الوعدُ على يد رسول الله وخلفائه ومن جاء بعدهم ،ونشروا نور الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها .لقد دام هذا النور فترةً طويلة من الزمن ،ثم تخلّى أصحابُ هذا الدين عنه خطو خطوة .غير أن حالنا المؤلم ليس نهاية المطاف ...إن وعد الله قائم ينتظر العصبة المسلمة التي تحمل راية الإسلام التي لا تُهزم ،ولن يُخلِف الله وعدَه .
روى الإمام أحمد عن عدي بن حاتم: دخلتُ على رسول الله ،فقال: «يا عدي أسلمْ: قلت: إني من أهل دين .قال: أنا أعلمُ بِدِينكم منك .. ألستَ من الركوسية: ( دين بين الصائبة والنصرانية ) وأنت تأكل المرباع ( والمرباع ما كان يأخذه رئيسُ القوم من الغنائم ،وهو من عادات الجاهلية ) ؟قلت: بلى قال: فإن هذا لا يحلُّ لك في دينك .قال عدي: فتواضعتُ لَمّا قالها .....فقال: أتعرف الحِيرةَ يا عدي ؟قلت: لم أرها ،ولكن سمعتُ بها .قال: فوالذي نفسي بيده ليُتِمنَّ الله هذا الدين حتى تخرجَ الظعينةُ من الحِيرة حتى تطوف بالبيت من غير جوارِ أحد ،لتفتحن كنوز كسرى بن هرمز .قلت: كنوز كسرى بن هرمز ،وليبذلن المال حتى لا يعيله أحد » .
قال عدي بعد ذلك: فهذه الظعينةُ تخرج من الحيرة فتطوف بالبيت من غير جوار أحد ،ولقد كنتُ في مَنْ فتح كنوز كسرى بن هرمز ،والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة .يعني كثرة المال .
فوعدُ الله حق ،والله يقول:{إِن تَنصُرُواْ الله يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [ محمد: 8] .