أذن: يسمع كل ما يقال ويصدقه .أذن خير: يسمع الصدق ولا يخدع بالباطل .
يؤمن للمؤمنين: يصدقهم لما يعلم فيهم من الإخلاص والإيمان الصادق .
لا يزال الحديث في المنافقين ومداوراتهم ،وما كانوا يفعلون من توجيه الأذى للنبي صلى الله عليه وسلم .وقد وردت عدة روايات في هذا الموضوع عن ابن إسحاق وابن المنذر وغيرهم .من ذلك أن رجلا من المنافقين اسمُه: نبتل بن الحارث ،كان يأتي الرسول الكريم فيجلس إليه فيسمع منه ثم ينقل حديثه إلى المنافقين .وهو الذي قال لهم: إنما محمد أذُنٌ ،مَنْ حدّثَه شيئا صَدّقه .
وكذلك روي أن جماعة من المنافقين منهم: جلاس بن سويد بن الصامت ،ومخشي بن حِمْير ،ووديعة بن ثابت ،اجتمعوا فأرادوا أن يقعوا في النبي الكريم .فنهى بعضهم بعضا ،وقالوا: نخاف أن يبلغ محمدا فيقع بكم .فقال بعضهم: إنما محمد أُذُنٌ نَحْلِفُ له فيصدّقنا ...فنزلت الآية
ومن المنافقين جماعة يتعمّدون إيذاء النبيّ ،فيتّهمونه بأنه يسمعُ من كّلِ أحدٍ ما يقوله ويصدِّقه ،وأنه يُخْدع بما يَسْمَع ،فقل لهم أيها الرسول: إن من تتناولونه بهذه التُّهمة ليس كما زعمتم ،بل هو أُذُن خير لكم لا يَسْمع إلا الصِدق ،ولا يُخدع بالباطل ،ويصدِّق بالله وبما يوحي إليه ،ويصدِّق المؤمنين ،لأنه يعمل أن إيمانهم يمنعُهم من الكذب .وهو رحمةٌ للذين آمنوا منكم إيمانا صحيحا ،أما الذين يؤذون الرسول بالقولِ أو بالفعل فجزاؤهم العذاب الشديد .
وقد صار هذا القول عن بعض المنافقين لأن النبي الكريم كان لا يواجهُهم بسوء ،ويعاملهم بكل سماحة ،ويهَشّ لهم ويستقبلهم ،فظنّوا أنه ينخدِع بهم ،وتنطلي عليه حيلُهم ونفاقهم .
قراءات:
قرأ نافع: «أذن » بإسكان الذال ،والباقون «أُذن » بضم الذال ،وقرأ حمزة: «ورحمة » بالجر عطفا على «خير » والباقون: «رحمة » بالضم .