وثانيا: ردود قارعة عليهم:
1 - فليس النبي مجنونا ولا متصلا بالجن وإنما جاءهم بالحق من الله على التأكيد .
2- وإن وقوفهم منه الموقف الذي وقفوه هو بسبب كراهية أكثرهم للحق ،وعدم اتساق الحق مع أهوائهم .
3- وإن في أسلوب الآية الثالثة قرينة على أن نسبة الكفار الجنون إلى النبي هي نسبة أسلوبية إلى من يأتي بالشيء الجديد والرأي الغريب حيث تضمنت تصحيحا لوصف ما جاء به وهو الحق ،ولا يصح لمن جاء بالحق أن يوجه إليه الجنون أو يوقف منه موقف المستغرب .
4- رأينا بعض المفسرين{[1443]} يقفون عند جملة{وأكثرهم للحق كارهون} ليقولوا إنها تعني أن منهم من لا يكره الحق مع كفره وليذكروا اسم أبي طالب عم النبي الذي لم يؤمن حياء لا مكابرة ولا كراهية للحق ،ومع أنه كان بين الكافرين من هو معتدل الموقف ومقر بقلبه بالحق الذي جاء به النبي على ما شرحناه في سياق آية{وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا} [ القصص:57] فإنه يتبادر لنا أن الجملة أسلوبية تكرر نوعها في القرآن مثل{وأكثرهم الكافرون} [ النحل: 83] و{وأكثرهم لا يعقلون} [ المائدة: 103] و{أكثرهم لا يعلمون} [ القصص 57] الخ .
ونقول هنا أيضا: إن جملة{وأكثرهم للحق كارهون} وما في بابها إنما كانت تسجيلا لواقع سامعي القرآن حين نزول الآيات بدليل أن أكثر ممن نعتوا بها قد آمنوا وحسن إسلامهم وحظوا برضا الله ورضوانه .