حال المتقين يوم القيامة
{ إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون 101 لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون 1022 لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون 103 يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين 104} .
بعد أن بين الله سبحانه وتعالى جزاء الأشرار وأنهم يجزون سيئات ما فعلوا ، ذكر سبحانه جزاء الأبرار ، فقال عز من قائل:
{ إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} .
{ الحسنى} مؤنث ، أي سبقت لهم في علم وحكمة الخصلة التي هي في أعلى درجات الحسن ، وهي تقوى الله تعالى ومخافة عقابه ورجاء ثوابه ، و{ سبقت} أي سبقت في علم الله تعالى وقدرها لهم ، وسلكوا سبيلها ، واهتدوا إلى طريقها ، فأخذ الله تعالى بأيديهم ، فهداهم إلى الطريق الأمثل ، لأن من سلك طريق الخير وطلبه وفقه الله وهداه ، ومن تنكّب طريق الخير أضله الله وأراده ، والله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب .
{ أولئك عنها مبعدون} الإشارة إلى أهل التقوى موصوفين بهذه الصفة ، وهي سبب نجاتهم من النار وبعدهم عنها ، أي إن تقواهم أبعدتهم عن النار وجحيمها وشقائها والتهاب حصبها ، حتى يكون جمرات موقدة ، وقدم الجار والمجرور لمزيد تأكيد البعد عنها ، وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .