قوله تعالى:{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} .
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن بني آدم لا يقدرون على إحصاء نعم الله لكثرتها عليهم ،وأتبع ذلك بقوله:{إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} فدل ذلك على تقصير بني آدم في شكر تلك النعم ،وأن الله يغفر لمن تاب منهم ،ويغفر لمن شاء أن يغفر له ذلك التقصير في شكر النعم .وبين هذا الفهوم المشار إليه هنا بقوله:{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [ إبراهيم: 34] .
وبين في موضع آخر: أن كل النعم على بني آدم منه جل وعلا ،وذلك في قوله:{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [ النحل: 53] الآية .
وفي هذه الآية الكريمة دليل على أن المفرد إذا كان اسم جنس وأضيف إلى معرفة أنه يعم كما تقرر في الأصول ؛لأن «نعمة الله » مفرد أضيف إلى معرفة فعم النعم .وإليه الإشارة بقول صاحب مراقي السعود عاطفاً على صيغ العموم:
أو بإضافة إلى معرف ***إذا تحقق الخصوص قد نفى