المفردات:
لا تحصوها: لا تضبطوا عددها .
التفسير:
{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم} .
إن أنعم الله وأفضاله لا حصر لها ،ولا عد ؛لكثرتها وتنوعها وتتابعها ، وإذا كنتم لا تستطيعون حصرها ،فمن باب أولى لا تطيقون شكرها .
قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير:
ومما يدل قطعا على أن عقول الخلق قاصرة عن معرفة أقسام نعم الله تعالى ، أن كل جزء من أجزاء البدن الإنساني لو ظهر فيه أدنى خلل ؛لتنغص العيش على الإنسان ،ولتمنى أن ينفق كل الدنيا حتى يزول عنه ذلك الخلل ،ثم إنه تعالى يدبر أحوال بدن الإنسان ،على الوجه الأكمل الأصلح ،مع أن الإنسان لا علم له بوجود ذلك الجزء ،ولا بكيفية مصالحه ،ولا بدفع مفاسده ،فليكن هذا المثال حاضرا في ذهنك ،ثم تأمل في جميع ما خلق الله في هذا العالم ،من المعادن والنبات والحيوان وجعلها مهيأة لانتفاعك ؛لتعلم أن عقول الخلق قاصرة عن إحصاء نعمه وأفضاله وإحسانه8 .
{إن الله لغفور رحيم} .
لمن تاب إليه ورجع إلى بابه معترفا بالعجز والتقصير ،وهو سبحانه يغفر الكثير ويجازي على اليسير .