قوله تعالى:{قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ} .
لم يبيّن هنا القدر الذي بلغ من الكبر ،ولكنه بيّن في سورة مريم أنه بلغ من الكبر عتيًا .وذلك في قوله تعالى عنه:{وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً 8} ،والعتي: اليبس والقحول في المفاصل والعظام من شدة الكبر .
وقال ابن جرير في تفسيره: وكل متناه إلى غايته في كبر أو فساد أو كفر فهو عات وعاس قوله تعالى عن زكريا:{امرأتي عَاقِرًا} ،لم يبيّن هنا هل كانت كذلك أيام شبابها ،ولكنه بيّن في سورة مريم أنها كانت كذلك قبل كبرها بقوله عنه:{وَكَانَتِ امرأتي عَاقِرًا} الآية .