قوله تعالى:{قال ربّ أنّى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر ...} [ آل عمران: 40] .
قدّم هنا ذكر"الكِبر "على ذكر المرأة ،وعكس في"مريم "({[98]} ) لأن الذكر مقدّم على الأنثى ،فقدّم كبَره هنا وأخّر ثَمَّ لتتوافق الفواصل في"عتيّا ،وسوياّ ،وعشيّا ،وصبيّا "وغيرها .
فإن قلتَ: كيف استبعد زكريا ذلك ،ولم يكن شاكا في قدرة الله تعالى عليه ؟
قلتُ: إنما قال ذلك تعجبا من قدرة الله تعالى ،لا استبعاداً .
قوله تعالى:{قال كذلك الله يفعل ما يشاء} [ آل عمران: 40] .قال في حقّ زكريا{يفعل} وفي حقّ مريم{يخلق}({[99]} ) [ آل عمران: 47] .معاشتراكهما في بشارتهما بولد .
لأن استبعاد زكريا لم يكن لأمر خارق ،بل نادر بعيد فحسن التعبير ب"يفعل ".
واستبعاد مريم كان لأمر خارق ،فكان ذكر"الخلق "أنسب .