قوله تعالى:{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} .
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن المؤمنين يوم القيامة ،يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ،وهو جمع يمين ،وأنهم يقال لهم:{بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} .
وما تضمنته هذه الآية الكريمة مما ذكرنا ،جاء موضحاً في آيات أخر ،أما سعي نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ،فقد بينه تعالى في سورة التحريم ،وزاد فيها بيان دعائهم الذين يدعون به في ذلك الوقت وذلك في قوله تعالى:{يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النبي وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا} [ التحريم: 8] الآية .
وأما تبشيرهم بالجنات ،فقد جاء موضحاً في مواضع أخر ،وبين الله فيها أن الملائكة تبشرهم وأن ربهم أيضاً يبشرهم كقوله تعالى:{يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [ التوبة: 21 -22] وقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ التي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}إلى قوله{نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ} [ فصلت: 30-32] إلى غير ذلك من الآيات .