بعد أن أقيمت الدلائل على انفراد الله بالخلق ابتداء من قوله تعالى{ خلق السماوات والأرض بالحق}[ سورة النحل: 3] وثبتت المنّة وحقّ الشّكر ،فرع على ذلك هاتان الجملتان لتكونا كالنتيجتين للأدلّة السابقة إنكاراً على المشركين .فالاستفهام عن المساواة إنكاري ،أي لا يستوي من يخلق بمن لا يخلق .فالكاف للمماثلة ،وهي مورد الإنكار حيث جعلوا الأصنام آلهة شريكة لله تعالى .ومن مضمون الصّلتين يعرف أي الموصولين أولى بالإلهية فيظهر مورد الإنكار .
وحين كان المراد بمن لا يخلق الأصنام كان إطلاق من الغالبة في العاقل مشاكلة لقوله{ أفمن يخلق} .
وفرع على إنكار التسوية استفهامٌ عن عدم التذكّر في انتفائها .فالاستفهام في قوله:{ أفلا تذكرون} مستعمل في الإنكار على انتفاء التذكر ،وذلك يختلف باختلاف المخاطبين ،فهو إنكار على إعراض المشركين عن التذكر في ذلك .