/ [ 17]{ أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذّكرون 17} .
{ أفمن يخلق} أي كل شيء ،لاسيما تلك المصنوعات العظيمة المذكورة ،وهو الله الواحد الأحد{ كمن لا يخلق} أي شيئا ما ،وهو ما يعبدون من دونه .وهذا تبكيت للمشركين وإبطال لإشراكهم بإنكار أن يساويه ويستحق مشاركته ،ما لا يقدر علىخلق شيء من ذلك ،بل على إيجاد شيء ما .
وزعم الزمخشري ومتابعوه ؛ أن قضية الإلزام أن يقال:( أفمن لا يخلق كمن يخلق ) ثم تكلموا في سره .وقد تقدم الكلام في ذلك عند قوله تعالى{[5237]}:{ وليس الذكر كالأنثى} فجدد به عهدا .{ أفلا تذكرون} أي فتعرفوا فساد ذلك ،فإنه لوضوحه لا يفتقر إلى شيء سوى التذكر .