قوله:{ ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه} استحضروا عند طلب الرحمة أحْوجَ ما يكونون إليها ،وهو يومُ تكونُ الرحمة سبباً للفوز الأبدي ،فأعقبوا بذكر هذا اليوم دعاءَهم على سبيل الإيجاز ،كأنّهم قالوا: وهب لنا من لدنك رحمة ،وخاصّة يوم تجمّع الناس كقول إبراهيم:{ ربنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}[ إبراهيم: 41] على ما في تذكّر يوم الجمع من المناسبة بعد ذكر أحوال الغواة والمهتدين ،والعلماءِ الراسخين .
ومعنى{ لا ريب فيه} لا ريب فيه جديراً بالوقوع ،فالمراد نفي الريب في وقوعه .ونفوه على طريقة نفي الجنس لعدم الاعتداد بارتياب المرتابين ،هذا إذا جعلتَ ( فيه ) خبراً ،ولك أن تجعله صفةً لريبَ وتجعلَ الخبر محذوفاً على طريقة لا النافية للجنس ،فيكون التقدير: عندنا ،أو لَنَا .
وجملة{ إن الله لا يخلف الميعاد} تعليل لنفي الريب أي لأنّ الله وعد بجمع الناس له ،فلا يخلف ذلك ،والمعنى: إنّ الله لا يُخلف خبرَه ،والميعاد هنا اسم مكان .