/م94
{ ولاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} يعني أن كل من كان من المكذبين فهو من الخاسرين الذين خسروا أنفسهم بالحرمان من الإيمان وما يتبعه من سعادة الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين ، وإن فرض أنه أول المؤمنين محمد رسول الله وخاتم النبيين ورحمته للعالمين ، وأن الممترين الشاكين فيما أنزل إليك كالمكذبين بآيات الله جحودا بها وعنادا ، كلاهما سواء في الخسران المذكور لحرمان الجميع من الاهتداء بها وما له من ربح سعادة الدنيا والآخرة .وهذا النوع من الأمر والنهي للمؤتمر المنتهي والمراد غيره على سبيل التعريض أبلغ من قوله تعالى:{ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ* قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون} [ سبأ:24] ، ولكل منهما موقع وتأثير خاص في استمالة الكافرين إلى التأمل والتفكر في مضمون الدعوة .