ثمّ تضيف الآية التّالية: ( ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين ) من بعد ما اتّضحت لك آيات الله وصدق هذه الدعوة .
إِنّ الآية السابقة تقول بأنّك إِن كنت في شك فاسأل أُولئك المطلعين العالمين ،وتقول هذه الآية بأنّك يجب أن تسلم مقابل هذه الآيات بعد أن ارتفعت عوامل الشك ،وإِلاّ فإِنّ مخالفة الحق لا عاقبة لها إلاّ الخسران .
إِنّ هذه الآية قرينة واضحة على أنّ المقصود من الآية السابقة هم عموم الناس بالرغم من أن الخطاب موجه إِلى شخص النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،لأنّ من البديهي أن النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يكن يكذب الآيات الإِلهية مطلقاً ،بل كان المدافع المستميت الصلب عن دينه .
ثمّ أنّها تخبر النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنّ من بين مخالفيك جماعة متعصبين عنودين لا فائدة من انتظار إِيمانهم ،فإِنّهم قد مسخوا من الناحية الفكرية ،وتوغلوا في طريق الباطل إِلى الحد الذي فقدوا معه الضمير الإِنساني الحي تماماً ،وتحولوا إِلى موجودات لا يمكن اختراقها ،غاية ما في الأمر أنّ القرآن الكريم
يبيّن هذا الموضوع بهذا التعبير: ( إِنّ الذين حقت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون ) .