/م48
{ تلك من أنباء الغيب} الإشارة إلى قصة نوح المفصلة هذا التفصيل البديع ، من أنباء الغيب الماضية{ نوحيها إليك} أيها الرسول في هذه السورة متمما ومفصلا لما أوحيناه إليك قبلها{ ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا} الوحي الذي نزل مبينا لها ، والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يعلمها هو ولا قومه يعلمونها بهذا التفصيل وقد كان هو يعلمها بالإجمال ، وهو لا يمنع أن يكون بعضهم قد علم منه أو من غيره شيئا ما منها .ولو كان قومه وهم قريش يعلمونها على الوجه المنفي هنا وأكثرهم كافرون به لكذبوه ، ولنقل تكذيبهم الخاص له فيها كما نقل تكذيبهم العام للقصص كلها ، إذ قالوا إنه افتراها ، ولكن هذا طعن مفتعل في شيء لا يعلم من قبلهم ، وقد تحدوا فيه بما قامت به الحجة عليهم ، وأما تكذيبه الخاص فيما يعلم من ناحيتهم-وهو العلم بهذه القصة من قبل هذا- فلو وقع لكان يكون حجة ولو ظاهرة لهم ، ولكنه لم يقع فتمت به الحجة عليهم وعلى من بعدهم .
{ فاصبر إن العاقبة للمتقين} أي فاصبر كما صبر نوح على قومه فإن سنة الله في رسله وأقوامهم أن تكون العاقبة بالفوز والنجاة للمتقين ، وأنت ومن اتبعك المتقون ، فأنتم الناجون المفلحون ، والمصرون على عداوتك هم الخاسرون الهالكون ، فارتقب إنهم مرتقبون .
/خ49