/م84
{ وإلى مدين أخاهم شعيبا} معطوف على ما تقدمه مثله ، أي وأرسلنا إلى أهل مدين أخاهم في النسب شعيبا .
{ قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} اعبدوا الله وحده ولا تعبدوا معه غيره ، ما لكم من إله غيره فيعبد ، وهذا ما كان يدعو إليه جميع رسل الله كما تقدم .ثم انتقل إلى ما هو خاص بهم من الأحكام العملية فقال{ ولا تنقصوا المكيال والميزان} فيما تكيلون وما تزنون من المبيعات كما هي عادتكم وكانوا تجارا مطففين .
{ إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} [ المطففين:2 ، 3] أي ينقصون .
{ إني أراكم بخير} أي بثروة وسعة في الرزق يجب أن ترفع أنفسكم عن دناءة بخس حقوق الناس وأكل أموالهم بالباطل بما تنقصون من المبيع من مكيل وموزون ، وهو كفر لنعمة الله عليكم بالغنى والسعة ، والواجب عليكم شكرها بالزيادة على سبيل الإحسان ، فالجملة تعليل للنهي عن النقصان .
{ وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط} أي عذاب يوم محيط ما يقع فيه من العذاب بكم إذا أنتم أصررتم على شرككم بالله بعبادة غيره ، وكفركم بنعمه بنقص المكيال والميزان ، وهذا اليوم يصدق بيوم القيامة ويوم عذاب الاستئصال .