قال الأستاذ الإمام بعد أن قرر نعمة الإنجاء من استعباد الظالمين ، والبعد من فتنة القوم الضالين:ذكر النعمة التي وليتها ، وذكرهم بما كان من كفرهم إياها ، فقال{ وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة} .وقد كانت هذه المواعدة لإعطائه التوراة .ولما ذهب لميقات ربه استبطئوه فاتخذوا عجلا من ذهب فعبدوه كما هو مفصل في غير هذه السورة ( وسيأتي هناك تفسيره إن شاء الله تعالى ) والمراد هنا التذكير بالنعمة وبيان كفرها ، ليظهر أن تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ومعاندته ليس ببدع من أمرهم ، وإنما هو معهود منهم مع رؤية الآيات وبعد إغلاق النعم عليهم ، ولذلك اكتفى بالإشارة إليه بقوله{ ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون} أي اتخذتموه إلها ومعبودا ،