/م50
{وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون} .
التفسير:
أي اذكروا نعمة أخرى كفرتم بها وظلمتم أنفسكم .وذلك أنهم بعد أن اجتازوا البحر سألوا موسى أن يأتيهم بكتاب من عند الله ليعملوا بأحكامه فوعده سبحانه أن يعطيه التوراة ،بعد أربعين ليلة ينقطع فيها لمناجاته ،وبعد انقضاء تلك الفترة وذهاب موسى لتلقي التوراة من ربه اتخذ بنو إسرائيل عجلا جسدا له خوار فعبدوه من دون الله .وأعلم الله موسى بما كان من قومه بعد فراقه لهم ،فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا ،وقال لهم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل إلها ،وكان الأولى أن تعبدوا الله الواحد الذي أنقذكم من فرعون وأنجاكم من البحر .
وقد حذف المفعول الثاني لاتخذتم وهو إلها أو معبودا لشناعة ذكره ولعلمهم بأنهم اتخذوه إلها .
وقوله تعالى: من بعده معناه من بعد مضيه لميقات ربه إلى الطور وغيابه عنهم ،وجملة وأنتم ظالمون حالية مقيدة لاتخذتم ليكون اتخاذهم العجل معبودا ،مقرونا بالتعدي والظلم من بدئه إلى نهايته ،وللإشعار بانقطاع عذرهم فيما فعلوا .