ثم ذكر تعالى مثلا لهؤلاء الكافرين الذين استغنوا بما أوتوا في الدنيا عن الحق فعارضوه وناهضوه حتى ظفر بهم فقال:{ كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم} بأن أهلكهم ونصر موسى على آل فرعون ومن قبله من الرسل على أممهم المكذبين ، ذلك بأنهم كانوا بكفرهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، فما أخذوا إلا بذنوبهم ، وما نصر الرسل ومن آمن معهم إلا بصلاحهم وإصلاحهم .فالله تعالى لا يحابي ولا يظلم{ والله شديد العقاب} على مستحقه إذ مضت سنته بأن يكون العقاب أثرا طبيعيا للذنوب والسيئات .وأشدها الكفر وما تفرع عنه .فليعتبر المخذولون إن كانوا يعقلون .