/م71
{ وإن منكم لمن ليبطئن} الخطاب لمجموع المؤمنين في الظاهر وفيهم المنافقون وضعاف الإيمان والجبناء وهم الأقل .فالمنافقون يرغبون عن الحرب لأنهم لا يحبون بقاء الإسلام وأهله فيدافعوا عنه ويحموا بيضته ، فكان هؤلاء يبطئون عن القتال ويبطئون غيرهم عن النفر إليه ، والآخرون يبطئون بأنفسهم فقط .والتبطيء يطلق على الإبطاء وعلى الحمل على البطء معا ، والبطء التأخر عن الانبعاث في السير .
قال الأستاذ:أي يبطئ هو عن السير إبطاء لضعف في إيمانه والإتيان بصيغة التشديد للمبالغة في الفعل وتكراره وليس معناه أن يحمل غيره على البطء ، فإن الخطاب للمؤمنين وهذا لا يصدر عن مؤمن .ويقال في اللغة"بطأ "بالتشديد ( لازم ) بمعنى أبطأ وقد شرح الله حال هذا القسم من الضعفاء توبيخا لهم وإزعاجا إلى تطهير نفوسهم وتزكيتها فقال:
{ فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيدا} فشكره لله على عدم شهوده لتلك الحرب دليل على عدم إيمانه