/م20
{ قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا} اتفق رواة التفسير على أن الرجلين هما يوشع بن نون وكالب بن يفنه ، وفاقا لرواية التوراة عند أهل الكتاب .فهما اللذان كانا يحثان القوم على الطاعة ودخول أول بلد للجبارين ثقة بوعد الله وتأييده .والظاهر أن قوله:( يخافون ) معناه يخافون الله تعالى ، وقيل يخافون الجبارين ، ومعنى النعمة هنا نعمة الطاعة والتوفيق حتى في حال الخوف على القول بأنهما كانا من جملة الخائفين طبعا .{ ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ} أي باب المدينة{ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ} بنصر الله وتأييده لكم إذا أطعتم أمره ، وصدقتم وعده ،{ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} أي وعليكم بعد أن تعلموا ما يدخل في طاقتكم من طاعة ربكم ، أن تكلوا أمركم إليه وتثقوا به فيما لا يصل إليه كسبكم ، فإن التوكل إنما يكون بعد بذل الوسع ، في مراعاة السنة وامتثال الأمر ، إن كنتم مؤمنين بأن ما وعدكم ربكم على لسان نبيكم حق ، وأنه قادر على الوفاء لكم بوعده ، إذا أنتم قمتم بما يجب عليكم من طاعته وشكره ، والوفاء بميثاقه وعهده .
/خ26