الصفة الرابعة:قوله تعالى:{ الذين يقيمون الصلاة} تقدم تفسير هذه الجملة في أول سورة البقرة وفي تفسير{ واستعينوا بالصبر والصلاة} [ البقرة:45] منها ، وفي تفسير آيات أخرى في معناها ، وملخصها أن إقامة الصلاة عبارة عن أدائها مقومة كاملة في صورتها وأركانها الظاهرة من قيام وركوع وسجود وقراءة وذكر ، وفي معناها وروحها الباطنة من خشوع وحضور في مناجاة الرحمان ، وتدبر واتعاظ بتلاوة القرآن ، وتقدم أن هذه الإقامة هي التي يستفيد صاحبها بها ما جعله الله تعالى ثمرة للصلاة من الانتهاء عن الفحشاء والمنكر وغير ذلك مما يراجع في مواضعه .
الصفة الخامسة:قوله تعالى:{ ومما رزقناهم ينفقون} أي وينفقون بعض ما رزقهم الله في وجوه البر من زكاة مفروضة لإقامة دولة الإسلام وغير ذلك من النفقات الواجبة والمندوبة للأقربين والمعوزين ومصالح الأمة .وتقدم تفسيرها في أول سورة البقرة وفي مواضع أخرى مع التنبيه إلى كثرة ما ورد في الكتاب العزيز من جعل الزكاة أو النفقة مقارنة للصلاة لأنهما العبادتان اللتان عليهما مدار الإصلاح الروحي والاجتماعي في الملة .والتعبير بالإنفاق أعم من التعبير بالزكاة كما علمت .