{ ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة} هذا بيان لبعض مضمون قوله تعالى في الآية التي قبل الأخيرة{ والله شديد العقاب} ومعناه ولو رأيت أيها الرسولأو الخطاب لكل من سمعه أو يتلوهإذ يتوفى الذين كفروا من قتلى بدر وغيرهم ( ومعلوم أن «لو » الامتناعية ترد المضارع ماضيا ) ملائكة العذاب حالة كونهم{ يضربون وجوههم وأدبارهم} أي ظهورهم وأقفيتهم بجملتهاوهو ضرب من عالم الغيب بأيدي الملائكة فلا يقتضي أن يراه الناس الذين يحضرون وفاتهم ، كما أنهم لا يسمعون كلامهم عندما يقولون لهم{ وذوقوا عذاب الحريق}لو رأيت ذلك لرأيت أمرا عظيما ، يرد الكافر عن كفره والظالم عن ظلمه ، إذا هو علم عاقبة أمره .والمراد بعذاب الحريق عذاب النار الذي يكون بعد البعث .وروي أن ضرب الوجوه والأدبار كان ببدر:كان المؤمنون يضربون ما أقبل من المشركين من وجوههم والملائكة تضرب أدبارهم من ورائهم .وقد علمت مما تقدم من التحقيق أن الملائكة لم تقاتل يوم بدر وإنما كانت مثبتة للمؤمنين ، فلا تغرنك الروايات ، ومنها حديث الحسن البصري عند ابن جرير قال:قال رجل يا رسول الله:إني رأيت بظهر أبي جهل مثل الشوك فقال:( ذلك ضرب الملائكة ) ولعلك تعلم أن مراسيل الحسن البصري رحمه الله عند المحدثين كالريح أي لا يقبض منها على شيء .