/م60
ثم بين تعالى معنى أمره بالتوكل في حال قبول السلم إن جنحوا إليه على خلاف المعهود منهم اختيارا فقال:{ وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ( 62 )} .
{ وإن يريدوا أن يخدعوك} بجنوحهم للسلم ، ويفترصوه لأجل الاستعداد للحرب أو انتظار غرة تمكنهم من أهل الحق{ فإن حسبك الله} أي كافيك أمرهم من كل وجه . "حسْب "تستعمل بمعنى الكفاية التامة ومنها قولهم:أحسب زيدا عمرا ، أو أعطاه حتى أحسبه ، أي أجزل له وكفاه حتى قال حسبي ، أي لا حاجة لي في الزيادة .وقال المدققون من النحاة إنها صفة مشبهة بمعنى اسم الفاعل من أحسبه ومنه قول البيضاوي وغيره في تفسيرها هنا أي محسبك وكافيك ، قال جرير:
إني وجدت من المكارم حسبكم *** أن تلبسوا خز الثياب وتشبعوا{[1451]}