/م9
وكانوا يتأسون به في هذا الدعاء ، فيستغيثون ربهم كما استغاثه وقد أسند الله إليهم ذلك وأجابهم إلى ما سألوا بقوله:
{ إذ تستغيثون ربكم} قيل إن هذا بدل من قوله تعالى:{ وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم} وظاهر هذا أن زمن الوعد والاستغاثة والاستجابة واحد على اتساع فيه وحينئذ يرتفع الإشكال الذي أجبنا عنه آنفا من أصله ، وظاهر الروايات وكلام المفسرين أن الاستغاثة وقعت بعد الوعد وقد وجهوا ذلك بما ليس من موضوعنا بيانه مع القطع بأنه عربي فصيح ، وقيل إنه متعلق بقوله{ ليحق الحق ويبطل الباطل} أو بمحذوف علم من السياق ومن نظائره في آيات أخرى تقديره"اذكر "أو"اذكروا "إذ تستغيثون ربكم .والاستغاثة طلب الغوث والإنقاذ من الهلكة .
{ فاستجاب لكم أني ممدّكم} هو في قراءة الجمهور بفتح الهمزة أي بأني ممدكم ، وقرأها أبو عمرو بكسرها أي قائلا إني ممدكم أي ناصركم ومغيثكم{ بألف من الملائكة مردفين} قرأ الجمهور مردفين بكسر الدال من أردفه إذا أركبه وراءه وذلك أن الذي يركب وراء غيره يركب على ردف الدابة غالبا وقرأها نافع ويعقوب بفتحها ، وفي كل منهما احتمالات لا يختلف بها المراد .أي يردفونكم أو يردف بعضهم بعضا ويتبعه ، أو يردفهم ويتبعهم غيرهم .وتقدم في تفسير مثل هذه الآية من سورة آل عمران وتفسير قوله تعالى:{ وإخوانهم يمدونهم في الغي} [ الأعراف:202] من الأعراف معنى المدد والإمداد في اللغة .