قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله:( مثلا كلمة طيبة ) شهادة أن لا إله إلا الله ، ( كشجرة طيبة ) وهو المؤمن ، ( أصلها ثابت ) يقول:لا إله إلا الله في قلب المؤمن ، ( وفرعها في السماء ) يقول:يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء .
وهكذا قال الضحاك ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة وقتادة وغير واحد:إن ذلك عبارة عن المؤمن ، وقوله الطيب ، وعمله الصالح ، وإن المؤمن كالشجرة من النخل ، لا يزال يرفع له عمل صالح في كل حين ووقت ، وصباح ومساء .
وهكذا رواه السدي ، عن مرة ، عن ابن مسعود قال:هي النخلة .
وشعبة ، عن معاوية بن قرة ، عن أنس:هي النخلة .
وحماد بن سلمة ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن أنس:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بقناع بسر فقال:"ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة "قال:"هي النخلة ".
وروي من هذا الوجه ومن غيره ، عن أنس موقوفا وكذا نص عليه مسروق ، ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وقتادة وغيرهم .
وقال البخاري:حدثنا عبيد بن إسماعيل ، عن أبي أسامة ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال:كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"أخبروني عن شجرة تشبه - أو:كالرجل - المسلم ، لا يتحات ورقها [ ولا ولا ولا] تؤتي أكلها كل حين ". قال ابن عمر:فوقع في نفسي أنها النخلة ، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان ، فكرهت أن أتكلم ، فلما لم يقولوا شيئا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هي النخلة ". فلما قمنا قلت لعمر:يا أبتا ، والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة . قال:ما منعك أن تكلم ؟ قال:لم أركم تتكلمون ، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا . قال عمر:لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا .
وقال أحمد:حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد:صحبت ابن عمر إلى المدينة ، فلم أسمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا - قال:كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بجمار . فقال:"من الشجر شجرة مثلها مثل الرجل المسلم ". فأردت أن أقول:هي النخلة ، فنظرت فإذا أنا أصغر القوم ، [ فسكت] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هي النخلة "أخرجاه .
وقال مالك وعبد العزيز ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لأصحابه:"إن من الشجر شجرة لا يطرح ورقها ، مثل المؤمن ". قال:فوقع الناس في شجر البوادي ، ووقع في قلبي أنها النخلة [ فاستحييت ، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هي النخلة] "أخرجاه أيضا .
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبان - يعني ابن زيد العطار - حدثنا قتادة:أن رجلا قال:يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور بالأجور! فقال:"أرأيت لو عمد إلى متاع الدنيا ، فركب بعضها على بعض أكان يبلغ السماء ؟ أفلا أخبرك بعمل أصله في الأرض وفرعه في السماء ؟ ". قال:ما هو يا رسول الله ؟ قال:"تقول:لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله "، عشر مرات في دبر كل صلاة ، فذاك أصله في الأرض وفرعه في السماء ".
وعن ابن عباس ( كشجرة طيبة ) قال:هي شجرة في الجنة .