ثم أخبر الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن حرصه على هدايتهم لا ينفعهم ، إذا كان الله قد أراد إضلالهم ، كما قال تعالى:( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ) [ المائدة:41] وقال نوح لقومه:( ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم ) [ هود:34] وقال في هذه الآية الكريمة:( إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل ) كما قال تعالى:( من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون ) [ الأعراف:186] وقال تعالى:( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس:96 ، 97] .
فقوله:( فإن الله ) أي:شأنه وأمره أنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ; فلهذا قال:( لا يهدي من يضل ) أي:من أضله فمن الذي يهديه من بعد الله ؟ أي:لا أحد ( وما لهم من ناصرين ) أي:ينقذونهم من عذابه ووثاقه ، ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) [ الأعراف:54] .