وقوله:( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) أي:هو أعوج المقال ، سيئ الفعال ، فذلك قوله ، وهذا فعله:كلامه كذب ، واعتقاده فاسد ، وأفعاله قبيحة .
والسعي هاهنا هو:القصد . كما قال إخبارا عن فرعون:( ثم أدبر يسعى فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ) [ النازعات:2226] ، وقال تعالى:( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ) [ الجمعة:9] أي:اقصدوا واعمدوا ناوين بذلك صلاة الجمعة ، فإن السعي الحسي إلى الصلاة منهي عنه بالسنة النبوية:"إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ، وأتوها وعليكم السكينة والوقار ".
فهذا المنافق ليس له همة إلا الفساد في الأرض ، وإهلاك الحرث ، وهو:محل نماء الزروع والثمار والنسل ، وهو:نتاج الحيوانات الذين لا قوام للناس إلا بهما .
وقال مجاهد:إذا سعى في الأرض فسادا ، منع الله القطر ، فهلك الحرث والنسل . ( والله لا يحب الفساد ) أي:لا يحب من هذه صفته ، ولا من يصدر منه ذلك .