{وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}
المفردات:
تولى: صار وليا وقيل هي هنا بمعنى أدبر وانصرف .
سعى: أسرع بالفتنة والتخريب .
الحرث والنسل: الزرع والولد .
المعنى الإجمالي:
وإذا تولى ولاية يكون له فيها سلطان لا يكون سعيه للإصلاح بل للإفساد وإهلاك الزرع والنسل ،والله لا يحبه ،لأن الله تعالى لا يحب الفساد .
التفسير:
وإذا أعرض عنك هذا النوع من الناس وولاك دبره أسرع في الإفساد بين الناس ،وتفريق كلمتهم ،وإتلاف مل ما يقع تحت يده من الزروع والثمار والحيوان وما به قوام الحياة ،فإهلاك الحرث والنسل كناية عن إتلافه لما به قوام أحوال الناس ومعيشتهم وعن إيذائه الشديد لهم .
وبعض العلماء يرى أن تولى مشتق من الآية ،يقال ولى البلد وتولاه ،أي صار واليا له أميرا عليه ،والمعنى على هذا الرأي .
وإذا صار واليا على قوم سعى بينهم بالفساد وعمل على تقاطعهم وتباغضهم .
قال الإمام الرازي: والقول الأول أقرب إلى نظم الآية .
{والله لا يحب الفساد} أي لا يرضى عن الذي يقع منه الفساد في الأرض ،ويظهر للناس الكلام الحسن وهو يبطن هم الفعل السيئ ،لأنه سبحانه أوجد الناس ليصلحوا في الأرض لا يفسدوا ،الجملة الكريمة ذم للمفسدين ووعيد لهم على خروجهم عن طاعة الله .