يقول تعالى مذكرا بني إسرائيل ما أخذ عليهم من العهود والمواثيق بالإيمان به وحده لا شريك له واتباع رسله ، وأخبر تعالى أنه لما أخذ عليهم الميثاق رفع الجبل على رؤوسهم ليقروا بما عوهدوا عليه ، ويأخذوه بقوة وحزم وهمة وامتثال كما قال تعالى:( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ) [ الأعراف:171] الطور هو الجبل ، كما فسره بآية الأعراف ، ونص على ذلك ابن عباس ، ومجاهد ، وعطاء وعكرمة والحسن والضحاك والربيع بن أنس ، وغير واحد ، وهذا ظاهر .
وفي رواية عن ابن عباس:الطور ما أنبت من الجبال ، وما لم ينبت فليس بطور .
وفي حديث الفتون:عن ابن عباس:أنهم لما امتنعوا عن الطاعة رفع عليهم الجبل ليسمعوا [ فسجدوا] .
وقال السدي:فلما أبوا أن يسجدوا أمر الله الجبل أن يقع عليهم ، فنظروا إليه وقد غشيهم ،
فسقطوا سجدا [ فسجدوا] على شق ، ونظروا بالشق الآخر ، فرحمهم الله فكشفه عنهم ، فقالوا والله ما سجدة أحب إلى الله من سجدة كشف بها العذاب عنهم ، فهم يسجدون كذلك ، وذلك قوله تعالى:( ورفعنا فوقكم الطور ) .
وقال الحسن في قوله:( خذوا ما آتيناكم بقوة ) يعني التوراة .
وقال أبو العالية ، والربيع بن أنس:( بقوة ) أي بطاعة . وقال مجاهد:بقوة:بعمل بما فيه . وقال قتادة ( خذوا ما آتيناكم بقوة ) القوة:الجد وإلا قذفته عليكم .
قال:فأقروا بذلك:أنهم يأخذون ما أوتوا بقوة . ومعنى قوله:وإلا قذفته عليكم ، أي أسقطته عليكم ، يعني الجبل .
وقال أبو العالية والربيع:( واذكروا ما فيه ) يقول:اقرؤوا ما في التوراة واعملوا به .