( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا [ وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا] ) الآية ، يعني:يوم القيامة يحضر للعبد جميع أعماله من خير وشر كما قال تعالى:( ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر ) [ القيامة:13] فما رأى من أعماله حسنا سره ذلك وأفرحه ، وما رأى من قبيح ساءه وغاظه ، وود لو أنه تبرأ منه ، وأن يكون بينهما أمد بعيد ، كما يقول لشيطانه الذي كان مقترنا به في الدنيا ، وهو الذي جرأه على فعل السوء:( يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ) [ الزخرف:38] .
ثم قال تعالى مؤكدا ومهددا ومتوعدا:( ويحذركم الله نفسه ) أي:يخوفكم عقابه ، ثم قال مرجيا لعباده لئلا ييأسوا من رحمته ويقنطوا من لطفه:( والله رءوف بالعباد )
قال الحسن البصري:من رأفته بهم حذرهم نفسه . وقال غيره:أي رحيم بخلقه ، يحب لهم أن يستقيموا على صراطه المستقيم ودينه القويم ، وأن يتبعوا رسوله الكريم .