ثم قال:( وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون ) ، هذا إنكار على الإنسان من حيث هو ، إلا من عصمه الله ووفقه; فإن الإنسان إذا أصابته نعمة بطر وقال:( ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور ) [ هود:10] ، أي:يفرح في نفسه ويفخر على غيره ، وإذا أصابته شدة قنط وأيس أن يحصل له بعد ذلك خير بالكلية; قال الله:( إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات ) [ هود:11] ، أي:صبروا في الضراء ، وعملوا الصالحات في الرخاء ، كما ثبت في الصحيح:"عجبا للمؤمن ، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ".