{ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً} أي نعمة من صحة وسعة{ فَرِحُوا بِهَا} أي بطرا وفخرا ،لا حمدا وشكرا{ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} أي شدة{ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} أي من المعاصي والآثام{ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} أي ييأسون من روح الله .قال:هذا إنكار على الإنسان من حيث هو ،إلا من عصمه الله تعالى ووفقه .فإن الإنسان إذا أصابته نعمة بطر وقال{[6071]}:{ ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور} أي يفرح في نفسه ،يفخر على غيره .وإذا أصابته شدة وقنط وأيس أن يحصل بعد ذلك خير بالكلية .قال الله تعالى{[6072]}:{ إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات} أي:صبروا في الضراء وعملوا الصالحات في الرخاء .كما ثبت في ( الصحيح ){[6073]}:( عجبا للمؤمن ،لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له .إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له .وإن أصابته ضراء صبر ،فكان خيرا له ) .