ثم قال:( إن الذين آمنوا ) وهم:المسلمون ( والذين هادوا ) وهم:حملة التوراة ( والصابئون ) - لما طال الفصل حسن العطف بالرفع . والصابئون:طائفة بين النصارى والمجوس ليس لهم دين . قاله مجاهد وعنه:بين اليهود والمجوس . وقال سعيد بن جبير:بين اليهود والنصارى وعن الحسن [ والحكم] إنهم كالمجوس . وقال قتادة:هم قوم يعبدون الملائكة ، ويصلون إلى غير القبلة ، ويقرءون الزبور . وقال وهب بن منبه:هم قوم يعرفون الله وحده ، وليست لهم شريعة يعملون بها ، ولم يحدثوا كفرا .
وقال ابن وهب:أخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه قال:الصابئون:قوم مما يلي العراق وهم بكوثى وهم يؤمنون بالنبيين كلهم ، ويصومون كل سنة ثلاثين يوما ، ويصلون إلى اليمن كل يوم خمس صلوات . وقيل غير ذلك .
وأما النصارى فمعروفون ، وهم حملة الإنجيل .
والمقصود:أن كل فرقة آمنت بالله وباليوم الآخر ، وهو المعاد والجزاء يوم الدين ، وعملت عملا صالحا ، ولا يكون ذلك كذلك حتى يكون موافقا للشريعة المحمدية بعد إرسال صاحبها المبعوث إلى جميع الثقلين فمن اتصف بذلك ( فلا خوف عليهم ) فيما يستقبلونه ولا على ما تركوا وراء ظهورهم ( ولا هم يحزنون ) وقد تقدم الكلام على نظيراتها في سورة البقرة ، بما أغنى عن إعادته .