قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله تعالى:( قالوا لولا اجتبيتها ) يقول:لولا تلقيتها . وقال مرة أخرى:لولا أحدثتها فأنشأتها .
وقال ابن جرير عن عبد الله بن كثير ، عن مجاهد في قوله [ تعالى] ( وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها ) قال:لولا اقتضيتها ، قالوا:تخرجها عن نفسك . وكذا قال قتادة ، والسدي ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، واختاره ابن جرير .
وقال العوفي ، عن ابن عباس [ رضي الله عنه] ) لولا اجتبيتها ) يقول:تلقيتها من الله ، عز وجل
وقال الضحاك:( لولا اجتبيتها ) يقول:لولا أخذتها أنت فجئت بها من السماء .
ومعنى قوله تعالى:( وإذا لم تأتهم بآية ) أي:معجزة ، وخارق ، كما قال تعالى:( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ) [ الشعراء:4] يقولون للرسول صلى الله عليه وسلم:ألا تجهد نفسك في طلب الآيات [ من الله] حتى نراها ونؤمن بها ، قال الله تعالى له:( قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي ) أي:أنا لا أتقدم إليه تعالى في شيء ، وإنما أتبع ما أمرني به فأمتثل ما يوحيه إلي ، فإن بعث آية قبلتها ، وإن منعها لم أسأله ابتداء إياها ; إلا أن يأذن لي في ذلك ، فإنه حكيم عليم .
ثم أرشدهم إلى أن هذا القرآن هو أعظم المعجزات ، وأبين الدلالات ، وأصدق الحجج والبينات ، فقال:( هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون )