القول في تأويل قوله تعالى:وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ
و "القرية "-التي أمرهم الله جل ثناؤه أن يدخلوها , فيأكلوا منها رغدا حيث شاءوا- فيما ذكر لنا:بيت المقدس .
*ذكر الرواية بذلك:
999 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أنبأنا عبد الرزاق قال، أنبأنا معمر , عن قتادة في قوله:(ادخلوا هذه القرية)، قال:بيت المقدس.
1000 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثني عمرو بن حماد قال، حدثنا &; 2-103 &; أسباط , عن السدي:(وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية) أما القرية، فقرية بيت المقدس.
1001 - حُدثت عن عمار بن الحسن قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع:(وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية)، يعني بيت المقدس.
1002 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب، قال:سألته -يعني ابن زيد- عن قوله:(ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم) قال:هي أريحا , وهي قريبة من بيت المقدس .
* * *
القول في تأويل قوله تعالى:فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا
يعني بذلك:فكلوا من هذه القرية حيث شئتم عيشا هنيا واسعا بغير حساب . وقد بينا معنى "الرغد "فيما مضى من كتابنا , وذكرنا أقوال أهل التأويل فيه. (1)
* * *
القول في تأويل قوله تعالى ذكرهوَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا
أما "الباب "الذي أمروا أن يدخلوه, فإنه قيل:هو باب الحطة من بيت المقدس.
* ذكر من قال ذلك:
1003 - حدثني محمد بن عمرو الباهلي قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد:(ادخلوا الباب سجدا) قال:باب الحطة، من باب إيلياء، من بيت المقدس.
1004 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد مثله .
&; 2-104 &;
1005 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد , قال:حدثنا أسباط , عن السدي:(وادخلوا الباب سجدا)، أما الباب فباب من أبواب بيت المقدس .
1006 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي ، عن أبيه , عن ابن عباس قوله:(وادخلوا الباب سجدا) أنه أحد أبواب بيت المقدس , وهو يدعى باب حطة. وأما قوله:(سجدا) فإن ابن عباس كان يتأوله بمعنى الركع.
1007 - حدثني محمد بن بشار قال، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال، حدثنا سفيان، عن الأعمش , عن المنهال بن عمرو , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس في قوله:(ادخلوا الباب سجدا)، قال:ركعا من باب صغير.
1008 - حدثنا الحسن بن الزبرقان النخعي قال، حدثنا أبو أسامة , عن سفيان , عن الأعمش , عن المنهال , عن سعيد , عن ابن عباس في قوله:(ادخلوا الباب سجدا)، قال:أمروا أن يدخلوا ركعا .
* * *
قال أبو جعفر:وأصل "السجود "الانحناء لمن سُجد له معظَّما بذلك. فكل منحن لشيء تعظيما له فهو "ساجد ". ومنه قول الشاعر:(2)
بجَـمْع تضـل البُلْـقُ فـي حَجَراتـه
تــرى الأكْـم منـه سـجدا للحـوافر (3)
يعني بقوله:"سجدا "خاشعة خاضعة . ومن ذلك قول أعشى بني قيس بن ثعلبة:
يــراوح مــن صلــوات المليـك
طـــورا ســـجودا وطــورا جــؤارا (4)
فذلك تأويل ابن عباس قوله:(سجدا) ركعا , لأن الراكع منحن , وإن كان الساجد أشد انحناء منه.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى:وَقُولُوا حِطَّةٌ
وتأويل قوله:(حطة)، فعلة , من قول القائل:"حط الله عنك خطاياك فهو يحطها حطة ",بمنـزلة الردة والحِدة والمِدة من حددت ومددت.
* * *
واختلف أهل التأويل في تأويله . فقال بعضهم بنحو الذي قلنا في ذلك.
* ذكر من قال ذلك:(5)
1009 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر:(وقولوا حطة)، قال قال:الحسن وقتادة:أي احطُط عنا خطايانا.
1010 - حدثنا يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد:(وقولوا &; 2-106 &; حطة)، يحط الله بها عنكم ذنبكم وخطيئتكم. (6)
1011 - حدثنا القاسم بن الحسن قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج، قال ابن عباس:(قولوا حطة) قال:يحط عنكم خطاياكم .
1012 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع , عن سفيان , عن الأعمش , عن المنهال بن عمرو , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس قوله:(حطة)، مغفرة .
10113 - حدثت عن عمار بن الحسن قال، حدثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع قوله:(حطة)، قال:يحط عنكم خطاياكم .
1014 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، أخبرني حجاج , عن ابن جريج قال، قال لي عطاء في قوله:(وقولوا حطة)، قال:سمعنا أنه:يحط عنهم خطاياهم.
* * *
وقال آخرون:معنى ذلك:قولوا "لا إله إلا الله "، كأنهم وجهوا تأويله:قولوا الذي يحط عنكم خطاياكم , وهو قول لا إله إلا الله .
* ذكر من قال ذلك:
1015 - حدثني المثنى بن إبراهيم وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قالا أخبرنا حفص بن عمر , قال حدثنا الحكم بن أبان , عن عكرمة:(وقولوا حطة)، قال:قولوا،"لا إله إلا الله ".
* * *
وقال آخرون بمثل معنى قول عكرمة , إلا أنهم جعلوا القول الذي أمروا بقيله:الاستغفار .
* ذكر من قال ذلك:
1016 - حدثنا الحسن بن الزبرقان النخعي , حدثنا أبو أسامة , عن سفيان , عن الأعمش , عن المنهال , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس:(وقولوا حطة) قال:أمروا أن يستغفروا.
* * *
وقال آخرون نظير قول عكرمة , إلا أنهم قالوا:القول الذي أمروا أن يقولوه، هو أن يقولوا:هذا الأمر حق كما قيل لكم .
* ذكر من قال ذلك:
1017 - حدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس في قوله:(وقولوا حطة)، قال:قولوا هذا الأمر حق كما قيل لكم.
* * *
واختلف أهل العربية في المعنى الذي من أجله رفعت "الحطة ".
فقال بعض نحويي البصرة:رفعت "الحطة "بمعنى "قولوا "ليكن منك حطة لذنوبنا, كما تقول للرجل:سَمْعُك.
وقال آخرون منهم:هي كلمة أمرهم الله أن يقولوها مرفوعة , وفرض عليهم قيلها كذلك .
وقال بعض نحويي الكوفيين:رفعت "الحطة "بضمير "هذه ",كأنه قال:وقولوا:"هذه "حطة. (7)
وقال آخرون منهم:هي مرفوعة بضمير معناه الخبر , كأنه قال:قولوا ما هو حطة, فتكون "حطة "حينئذ خبرا لـ "ما ".
* * *
قال أبو جعفر:والذي هو أقرب عندي في ذلك إلى الصواب، وأشبه بظاهر الكتاب:أن يكون رفع "حطة "بنية خبر محذوف قد دل عليه ظاهر التلاوة , وهو دخولنا الباب سجدا حطة , فكفى من تكريره بهذا اللفظ، ما دل عليه الظاهر من التنـزيل , وهو قوله:وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ، كما قال جل ثناؤه:&; 2-108 &;وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ[الأعراف:164]، (8) يعني:موعظتنا إياهم معذرة إلى ربكم . فكذلك عندي تأويل قوله:(وقولوا حطة)، يعني بذلك:وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية ، وادخلوا الباب سجدا، وقولوا:دخولنا ذلك سجدا حطة لذنوبنا. وهذا القول على نحو تأويل الربيع بن أنس وابن جريج وابن زيد، الذي ذكرناه آنفا .
(9) قال أبوجعفر:وأما على تأويل قول عكرمة , فإن الواجب أن تكون القراءة بالنصب في"حطة ",لأن القوم إن كانوا أمروا أن يقولوا:"لا إله إلا الله ",أو أن يقولوا:"نستغفر الله ",فقد قيل لهم:قولوا هذا القول , ف "قولوا "واقع حينئذ على "الحطة ",لأن "الحطة "على قول عكرمة - هي قول "لا إله إلا الله ",وإذا كانت هي قول "لا إله إلا الله ",فالقول عليها واقع , كما لو أمر رجل رجلا بقول الخير فقال له:"قل خيرا "نصبا , ولم يكن صوابا أن يقول له:"قل خير "، إلا على استكراه شديد.
وفي إجماع القَرَأَةِ على رفع "الحطة "(10) بيان واضح على خلاف الذي قاله عكرمة من التأويل في قوله:(وقولوا حطة) . وكذلك الواجب على التأويل الذي رويناه عن الحسن وقتادة في قوله:(وقولوا حطة)، (11) أن تكون القراءة في"حطة "نصبا. لأن من شأن العرب -إذا وضعوا المصادر مواضع الأفعال، وحذفوا الأفعال- أن ينصبوا المصادر. كما قال الشاعر:(12)
&; 2-109 &; أبيــدوا بـأيدي عصبـة وسـيوفهم
عـلى أمهـات الهـام ضربـا شـآميا (13)
وكقول القائل للرجل:"سمعا وطاعة "بمعنى:أسمع سمعا وأطيع طاعة , وكما قال جل ثناؤه:مَعَاذَ اللَّهِ[يوسف:23] بمعنى:نعوذ بالله.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى:نَغْفِرْ لَكُمْ
يعني بقوله:(نغفر لكم) نتغمد لكم بالرحمة خطاياكم، ونسترها عليكم، فلا نفضحكم بالعقوبة عليها.
* * *
وأصل "الغفر "التغطية والستر , فكل ساتر شيئا فهو غافره . ومن ذلك قيل للبيضة من الحديد التي تتخذ جُنة للرأس "مغفر ",لأنها تغطي الرأس وتجنه. ومثله "غمد السيف ",وهو ما تغمده فواراه. (14) ولذلك قيل لزئبر الثوب:"غفرة ",لتغطيته الثوب، (15) وحوله بين الناظر والنظر إليه . ومنه قول أوس بن حجر:
&; 2-110 &; فـلا أعتـب ابـن العم إن كان جاهلا
وأغفـر عنـه الجـهل إن كان أجهلا (16)
يعني بقوله:وأغفر عنه الجهل:أستر عليه جهله بحلمي عنه.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى:خَطَايَاكُمْ
و "الخطايا "جمع "خطية "بغير همز، كما "المطايا "جمع "مطية ",والحشايا جمع حشية . وإنما ترك جمع "الخطايا "بالهمز , لأن ترك الهمز في"خطيئة "أكثر من الهمز , فجمع على "خطايا ",على أن واحدتها غير مهموزة . ولو كانت "الخطايا "مجموعة على "خطيئة "بالهمز:لقيل خطائي على مثل قبيلة وقبائل , وصحيفة وصحائف . وقد تجمع "خطيئة "بالتاء، فيهمز فيقال "خطيئات ". و "الخطيئة "فعيلة، من "خَطِئَ الرجل يخطأ خِطْأ "، وذلك إذا عدل عن سبيل الحق. ومنه قول الشاعر:(17)
وإن مُهَـــــاجِرَيْن تَكَنَّفـــــاه
لعمــر اللــه قــد خطئـا وخابـا (18)
يعني:أضلا الحق وأثما.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى ذكرهوَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)
وتأويل ذلك ما روي لنا عن ابن عباس , وهو ما:-
1018 - حدثنا به القاسم بن الحسن قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج , قال ابن عباس:(وسنـزيد المحسنين) ، من كان منكم محسنا زيد في إحسانه , ومن كان مخطئا نغفر له خطيئته.
فتأويل الآية:وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية مباحا لكم كل ما فيها من الطيبات , موسعا عليكم بغير حساب ؛ وادخلوا الباب سجدا , وقولوا:سجودنا هذا لله حطة من ربنا لذنوبنا يحط به آثامنا , نتغمد لكم ذنوب المذنب منكم فنسترها عليه , ونحط أوزاره عنه , وسنـزيد المحسن منكم - إلى إحساننا السالف عنده - إحسانا . ثم أخبر الله جل ثناؤه عن عظيم جهالتهم , وسوء طاعتهم ربهم وعصيانهم لأنبيائهم، واستهزائهم برسله , مع عظيم آلاء الله عز وجل عندهم , وعجائب ما أراهم من آياته وعبره , موبخا بذلك أبناءهم الذين خوطبوا بهذه الآيات , ومعلمهم أنهم إن تعدوا (19) في تكذيبهم محمدا صلى الله عليه وسلم، وجحودهم نبوته، مع عظيم إحسان الله بمبعثه فيهم إليهم , وعجائب ما أظهر على يده من الحجج بين أظهرهم - أن يكونوا كأسلافهم الذين وصف صفتهم ، وقص علينا أنباءهم في هذه الآيات , فقال جل ثناؤه:فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْـزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِالآية.
----------------
الهوامش:
(1) انظر ما مضى 1:515 - 516 .
(2) هو زيد الخيل بن مهلهل الطائي ، الفارس المشهور .
(3) سيأتي بعد في هذا الجزء 1:289 (بولاق)، والكامل 1:258 ، والمعاني الكبير:890 ، والأضداد لابن الأنباري:256 ، وحماسة ابن الشجري:19 ، ومجموعة المعاني:192 ، وغيرها . والباء في قوله "بجمع"متعلقة ببيت سالف هو:بَنِـي عَـامِرٍ, هَـلْ تَعْرِفُـونَ إِذَا غَدَا
أَبُـو مِكْـنَفٍ قَـدْ شَـدَّ عَقْـدَ الدَّوَابِرِ?
والبلق جمع أبلق وبلقاء:الفرس يرتفع تحجيلها إلى الفخذين. والحجرات جمع حجرة (بفتح فسكون):الناحية. والأكم (بضم فسكون، وأصلها بضمتين) جمع إكام، جمع أكمة:وهي تل يكون أشد ارتفاعا مما حوله، دون الجبل، غليظ فيه حجارة . قال ابن قتيبة في المعاني الكبير:"يقول:إذا ضلت البلق فيه مع شهرتها فلم تعرف، فغيرها أحرى أن يضل. يصف كثرة الجيش، ويريد أن الأكم قد خشعت من وقع الحوافر". وفي المطبوعة هنا "فيه"والجيد ما أثبته ، والضمير في "منه"للجيش أو الجمع.
(4) ديوانه:41 ، وسيأتي في 18:28 (بولاق) ، ومعه بيت آخر في 14:82 (بولاق) راوح يراوح مراوحة:عمل عملين في عمل ، يعمل ذامرة وذا مرة ، قال لبيد يصف فرسا .
وولّــى عــامدا لِطِيــات فَلْــج
يــراوح بيــن صــون وابتـذال
وقوله:"من صلوات""من"هنا لبيان الجنس ، مثل قوله تعالى:يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق". وحذف"بين"التي تقتضيها"يراوح"، لدلالة ما يأتي عليها ، وهو قوله:"طورا . . وطورا". والجؤار:رفع الصوت بالدعاء مع تضرع واستغاثة وجزع . جأر إلى ربه يجأر جؤارا .
(5) في المطبوعة:"ذلك منهم"بالزيادة .
(6) في المطبوعة:"وخطاياكم".
(7) الضمير:المضمر أو الإضمار ، كما سلف في 1:427 تعليق:1 ، وقد رأينا أيضًا في كلام نقله الشريف المرتضى في أماليه 1:334 عن أبي بكر بن الأنباري قال:"كاد ، لا تضمر ، ولابد من أن يكون منطوقا بها ، ولو جاز ضميرها لجاز:قام عبد الله ، بمعنى كاد عبد الله يقوم . . . "، وهي هنا بمعنى الإضمار لا شك . وسيأتي في الفقرة التالية أيضًا ، بمعنى المضمر .
(8) قراءتنا:"معذرة"بالنصب في مصاحفنا . وقد ذكر الطبري في تفسير الآية 9:63 (بولاق) أن الرفع قراءة عامة قراء الحجاز والكوفة والبصرة ، وقرأ بعض أهل الكوفة"معذرة"بالنصب
(9) من هنا أول جزء في التجزئة القديمة التي نقل عنها كاتب مخطوطتنا . وأولها:بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر برحمتك
(10) في المطبوعة"القراء"، كما جرت عليه في كل ما مضى
(11) انظر رقم:1010 فيما سلف .
(12) هو الفرزدق
(13) ديوانه:890 في قصيدة يمدح فيها يزيد عبد الملك، ويذكر إيقاعه بيزيد بن المهلب في سنة 102 (انظر خبره في تاريخ الطبري 8:151 - 160). ورواية ديوانه.
"أناخوا بأيدى طاعة، وسيوفهم"قوله:"أناخوا"، أي ذلوا وخضعوا، أو صرعوا فماتوا، كأنهم إبل أناخت واستقرت. وقوله:"أيدي طاعة"، أي أهل طاعة.
(14) في المطبوعة "ومنه غمد السيف"، وهذا يجعل الكلام مضطربا مقحما، فرجح عندي أن تكون"ومنه"، و"مثله"لأنه فسر"نغفر"بقوله"نتغمد". وفي المطبوعة:"ما يغمده فيواريه"، وأثبت ما في المخطوطة.
(15) في المطبوعة:"غفر". والغفر جمع غفرة، وزئبر الثوب:هو ما يعلو الثوب الجديد من مائه، كالذي يعلو القطيفة والخز، ويسمونه"درز الثوب"أيضًا. وفي المطبوعة:"لتغطيته العورة.. والنظر إليها"، وهي عبارة غريبة فاسدة، والذي في المخطوطة"لتغطيته الثوب"كما أثبتناها، يعني الزئبر كما وصفنا. ويقال غفر الثوب:إذا أثار زئبره، يكون كالمنتفش على وجه الثوب.هذا، وقد انتهت المخطوطة التي اعتمدنا عند قوله:"لتغطية الثوب". ويأتي بعدها خرم طويل سيستغرق أجزاء برمتها، كما سنبينه في مواضعه.
(16) ديوانه، قصيدة"31. وهذه الرواية جاءت في شرح شواهد المغني:137، وأما في سائر الكتب:"إن كان ظالما"، وهي أجود. وقوله:"أجهل"بمعنى جاهل، كما قالوا"أوجل"بمعنى وجل، وأميل بمعنى مائل، وأوحد بمعنى واحد، وغيرها. ورواية صدر البيت على الصواب:"ألا أعتب"كما في المفضليات 590 وغيره، أو"وقد أعتب"كما في القرطين 2:69. ويروى"ولا أشتم ابن العم". يقول:أبلغ رضاه إذا ظلم او جهل، فأترك له ما لا يحب إلى ما يرضاه.
(17) هو أمية بن الأسكر (طبقات فحول الشعراء:159 - 160 )
(18) أمالي القالي 3:109 ، وكتاب المعمرين:68 والخزانة 2:405 ، ويروى صدره"أتاه مهاجران تكنفاه". وأما عجزه فاختلفت رواياته:"بترك كبيرة خطئا . . "و"ليترك شيخه خطئا . . "، "ففارق شيخه ، . . "وكان أمية قد أسن ، عمر في الجاهلية عمرا طويلا ، وألفاه الإسلام هرما . ثم جاء زمن عمر ، فخرج ابنه كلاب غازيا ، وتركه هامة اليوم أو غد . فقال أبياتا منها هذا للبيت ، فلما سمعها عمر ، كتب إلى سعد بن أبي وقاص:أن رحل كلاب بن أمية بن الأسكر ، فرحله . وله مع عمر في هذه الحادثة قصة جيدة (في القالي 1:109 ) .
(19) سياق الجملة:". . إن تعدوا . . أن يكونوا"، و"إن"هنا ، نافية بمعنى"ما"، كالتي في قوله:"قل إن أدري أقريب ما توعدون"، وقوله:"إن أدري لعله فتنة لكم".