] وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ[ والظاهر أنَّ المراد بيت المقدس الذي أريد له أن يكون المستقر الذي تتحرّك فيه الرسالة من موقع القوّة بعد خروج موسى من مصر ،باعتبار أنَّ وجود قاعدة الانطلاق في أيّ مشروع رساليّ عام ،أمر ضروري في موازين القوى في ساحة الصراع بين الحقّ والباطل في واقع الحياة العامة ،] فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا[ من خلال القوّة القاهرة التي تملكونها في سيطرتكم على مواقع الجبارين الذين يستضعفون النّاس ويبغون في الأرض بغير الحقّ ،لتكون لكم الحرية في الأخذ بما تشاؤون من النعم الموجودة فيها والأكل مما تشتهونه من ثمارها وطيباتها في سعة من العيش الهني .
] وَادْخُلُواْ الْبَابَ[،الظاهر أنه باب البلد ،] سُجَّدًا[ شكراً للّه على نعمته في انتصاركم على الجبارين الظالمين الذين يكفرون به ويصدّون عن سبيله كلّ المؤمنين الصالحين ؛] وَقُولُواْ حِطَّةٌ[ وابتهلوا إلى اللّه في اعتراف صادق بالتوبة والندم عن كلّ التاريخ الخاطىء الذي عشتموه في خطاياكم ،وقولوافي ابتهالاتكم: اللّهم حُطّ عنّا خطايانا ،فإنَّ اللّه سوف يستجيب لكم ذلك ويغفر لكم خطيئاتكم ،] نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ[ لتتحرروا من ثقل الخطيئة وعقدة الإحساس بالذنب ؛ولن يقتصر اللطف الإلهي على غفران الخطايا ،بل يمتد إلى الزيادة لكم في أعماركم وأموالكم جزاءً لإحسانكم ؛] وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ[ الذين أحسنوا القول والعمل ،بالإضافة إلى الإحسان في خطّ العقيدة والإيمان .