{ وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجّدا وقولوا حطّة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين 58} .
{ وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين * فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون} .
هذا إشارة إلى ما حلّ ببني إسرائيللما نكلوا عن الجهادودخولهم الأرض/ المقدسةأرض كنعانلما قدموا من بلاد مصر صحبة موسى عليه السلام .وإنما أطلق على الأرض المذكورة قرية ،لأن القرية:كل مكان اتصلت به الأبنية واتخذ قراراً .وتقع على المدن وغيرهاكذا في ( كفاية المتحفّظ )ثم إن ما قصّهناذكر في سورة المائدة في قوله تعالى:{ وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين * يا قوم ادخلوا الأرض المقدّسة التي كتب الله لكم ولا ترتدّوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين * قالوا يا موسى إن فيها قوما جبّارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون}{[590]} الآيات .
وقوله تعالى:{ ادخلوا الباب سجّدا} في التأويلات:يحتمل المراد من الباب حقيقة الباب ،وهو باب القرية التي أمروا بالدخول فيها .ويحتمل من الباب القرية نفسها ،لا حقيقة الباب –كقوله:{ وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية} ذكر القرية ولم يذكر الباب- وذلك في اللغة جائز .( ويقال:فلان دخل في باب كذا – لا يعنون حقيقة الباب ،ولكن كونه في أمر هو فيه ) .
وقوله:{ سجّدا} يحتمل المراد من السجود:حقيقة السجود .فيخرّج على وجوه:على التحية لذلك المكان ،ويحتمل على الشكر له لما أهلك أعداءهم الجبارين ،ويحتمل الكنية عن الصلاة – إذ العرب قد تسمي السجود ( صلاة ) – كأنهم أمروا بالصلاة فيها ،ويحتمل أن الأمر بالسجود – لا على حقيقة السجود والصلاة - ولكن أمر بالخضوع له والطاعة والشكر على أياديه .والله أعلم .
وقوله تعالى:{ وقولوا حطّة} خبر محذوف ،أي مسألتنا حطة – والأصل النصب - بمعنى:حطَّ عنّا ذنوبنا حِطّةً ،وإنما رفعت لتعطي معنى الثبات .