قوله تعالى:{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا ...} [ البقرة: 58] .
فإن قلتَ: ما الحكمة في العطف بالفاء هنا ،وفيالأعراف بالواو ؟
قلتُ: لأنه عبّر هنا بالدخول ،وهو سريع الانقضاء ،فلا يناسبه مجامعة الأكل له ،وإنما يناسبه تعقيبه له ،فعطف بالفاء .وعبّر بالأعراف بالسكون({[29]} ) ،أي الاستقرار وهو ممتدّ يجامعه الأكل ،فعطف بالواو .
قوله تعالى:{وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ...} ({[30]} ) [ البقرة: 58] .
إن قلتَ: لم قدّمه على قوله:{وَقُولُوا حِطَّةٌ} [ البقرة: 58] وعكس في الأعراف .
قلتُ: لأنههنا وقع بيانا لكيفية الدخول المذكور قبله ،بقوله:{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ ...} بخلافه ثَمّ .
قوله تعالى:{وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [ البقرة: 58] .
إن قلتَ: لما ذكر هنا بالواو ،وفي الأعراف بدونها ؟
قلتُ: لأنّ اتصاله هنا أشدّ ،لإسناد القول فيه إلى الله تعالى في قوله:{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا} .بخلافه ثَمَّ ،فالأليق به حذفالواو ليكون استئنافا .