القول في تأويل قوله:أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:أو لم يتفكر هؤلاء الذين كذبوا بآياتنا، فيتدبروا بعقولهم, ويعلموا أن رسولَنا الذي أرسلناه إليهم, لا جنَّة به ولا خَبَل, وأن الذي دعاهم إليه هو [الرأي] الصحيح، والدين القويم، والحق المبين؟ (37) وإنما نـزلت هذه الآية فيما قيل, (38) كما:-
15461 - حدثنا بشر بن معاذ قال:حدثنا يزيد قال:حدثنا سعيد, عن قتادة قال:ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان على الصَّفا, (39) فدعا قريشًا, فجعل يفخِّذُهم فخذًا فخذًا:"يا بني فلان، يا بني فلان!"(40) فحذّرهم بأس الله, ووَقَائع الله, فقال قائلهم:"إن صاحبكم هذا لمجنون! باتَ يصوّت إلى الصباح =أو:حتى أصبح!"فأنـزل الله تبارك وتعالى:(أوَ لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين).
* * *
ويعني بقوله:(إن هو إلا نذير مبين)،:ما هو إلا نذيرٌ ينذركم عقاب الله على كفركم به، (41) إن لم تنيبوا إلى الإيمان به . (42)
* * *
ويعني بقوله:(مبين)، قد أبان لكم، أيها الناس، إنذارُه ما أنذركم به من بأس الله على كفركم به. (43)
----------------------
الهوامش:
(37) في المطبوعة:(( هو الدين الصحيح القويم )) ، غير ما في المخطوطة ، وزدت ما بين القوسين استظهاراً من السياق .
(38) في المطبوعة:(( ولذا نزلت هذه الآية )) ، وفي المخطوطة:(( وإذا أنزلت )) ، ورأيت أن الصواب ما أثبت ، على شك منى أن يكون الكلام خرم.
(39) هكذا في المطبوعة والمخطوطة وابن كثير:"كان على الصفا"وأرجح أن صوابها "قام على الصفا"كما جاء في سائر الأخبار في تفسير آية سورة الشعراء:214 ، (تفسير الطبري):19:73- 76 بولاق.
(40) (( فخذ الرجل بنى فلان تفخيداً )) ، دعاهم فخذاً فخذاً . و (( الفخذ )) فرقة من فرق الجماعات والعشائر . يقال:(( الشعب )) ، ثم (( القبيلة )) ، ثم (( الفصيلة )) ، ثم (( العمارة )) ثم (( البطن )) ، ثم (( الفخذ )) .
(41) في المطبوعة:(( منذركم )) ، وأثبت ما في المخطوطة .
(42) انظر تفسير (( النذير )) فيما سلف 11:369 ، تعليق:2 ، والمراجع هناك .
(43) انظر تفسير (( مبين )) فيما سلف من فهارس اللغة ( بين ) .