/م184
ورغم أنّ الآية لها شأن خاص ،إلاّ أنّها في الوقت ذاته لمّا كانت تدعو إلى معرفة النّبي وهدف الخلق والتهيؤ للعالم الآخر ،ففيها ارتباط وثيق بالمواضيع التي سبق بيانها في شأن أهل الجنّة وأهل النّار .
التّفسير
التُهم والأباطيل:
في الآية الأُولى من الآياتمحل البحثيردُّ الله سبحانه على كلام المشركين الذي لا أساس له بزعمهم أنّ النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد جُنّ ،فيقول سبحانه: ( أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنّة ) .{[1500]}
وهذا التعبير يشير إلى أن النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يكن شخصاً مجهولا بينهم ،وتعبيرهم ب «الصاحب » يعني المحب والمسامر والصديق وما إلى ذلك .وكان النّبي معهم أكثر من أربعين عاماً يرون ذَهابه وإيابه وتفكيره وتدبيره دائماً وآثار النبوغ كانت باديةً عليه ،فمثل هذا الإنسان الذي كان يُعدّ من أبرز الوجوه والعقلاء قبل الدعوة إلى الله ،كيف تلصق به مثل هذه التهمة بهذه السرعة ؟!أمّا كان الأفضل أنيتفكروا بدلا من إلصاق التهم بهأن يكون صادقاً في دعواه وهو مرسل من قبل الله سبحانه ؟!كما عقب القرآن الكريم وبيّن ذلك بعد قوله أو لم يتفكروا ؟فقال: ( إن هو إلاّ نذير مبين ...) ...