علاقة الآية بما قبلها : لَمَّا بَيَّنَ اللهُ عز وجل حُكمَ القَصرِ في السَّفرِ عندَ الخوفِ، أتبعَهُ ببيانِ كيفيَّةِ صلاةِ الخوفِ، ثُمَّ رخَّصَ اللهُ أنْ يَضَعوا أسلحتَهم إذا ما تأذَّوْا بمطَرٍ أو كانُوا مَرْضَى لكن معَ الحذرِ، ولَمَّا كان الخطابُ عامًّا لجميع المحارِبين، وكان يعرِضُ لبعض الناسِ مِن العُذرِ ما يشُقُّ معه حملُ السِّلاح؛ عقَّبَ هنا على العزيمةِ بالرُّخصةِ لصاحب العُذرِ، قال تعالى:
﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا﴾